التعليق علي خطاب أمير قطر
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين. أما بعد:
فقد ألقى أمير قطر حمد بن خليفة كلمة يوم الأحد الثامن من محرم 1430 الموافق الرابع من يناير 2009 في الساعة الثامنة بتوقيت مكة ، وليته سكت ، ولكن لله حكمة قال تعالى (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم. ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم). الآيتان 29، 30 من سورة محمد (القتال). وما قاله لا يعدو كونه " شنشنة من أخزم". لكن العجب كل العجب من مبادرة الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي إلى الثناء على القائل والمقولة وإضفاء الصفات والألقاب. فلا حول ولا قوة إلا الله.
ومن قبلهم زيارة أصحاب النقيصة شيوخ التلبيس الذين يشتمون الملوك أول النهار ويمدحونهم آخره، هداهم الله وأصلحهم.
وتأمل معي هذه المقتطفات من الخطاب:
"قطر اختارت طريق السلام العادل"،
"وتحملت وزر هذا الموقف وما ترتب عليه من ادعاءات واتهامات"،
" لكننا نريد السلام العادل؛ لأنه في مصلحة كافة الأطراف وليس العرب فحسب"،
"وهذا لا يتماشى مع استمرار الاستيطان وتهويد القدس والحصار والعدوان على الآمنين".
"إن "قتل المدنيين الأبرياء والغطرسة العسكرية لن تأتي بالأمن لا لكم ولا لنا، بل سوف يكون لها نتائج كارثية".
"فهل فكر من أعد العدة لهذه الحرب بالأجيال العربية والفلسطينية الغاضبة التي تكبر في ظل هذه المشاهد؟".
لقد اشتمل الخطاب على ما يلي:
1. الاعتراف بدولة إسرائيل.
2. إن الاعتراف بإسرائيل من السلام العادل.
3. إن هذا الاختيار عن علم وبصيرة، وإصرار على تحمل الوزر.
4. حرصه على مصالح اليهود وليس فقط العرب.
5. إنه يستنكر قتل المدنيين الأبرياء فقط ، ومفهومه أن قتل المجاهدين من المعروف عنده.
6. إن إنكاره لقتل الأبرياء ليس في مصلحة اليهود، وهو حريص كل الحرص عليها.
7. ولذلك هو محرج من الأجيال القادمة الفلسطينية والعربية المتنامية في غضبها، ويخشى النتائج الكارثية المترتبة، في إشارة إلى إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله، وعودة المطالبة بها.
8. لم يرد للإسلام والمسلمين ذكر في خطابه
أيها المسلمون في حماس والجهاد وفي كل مكان ، إن في نصر الله عز وجل كفاية، فلا تهدروا دماء الشهداء بالركون إلى أحد من هؤلاء، ولا تستعجلوا النصر، فإن لله سنناً في كونه وعباده ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحمد فيحان الجارد المطيري
