الفاجعة الكبيرة في احداث غزة الاسيرة
الحمد الله حق حمدة ، والصلاة والسلام على من لانبي بعدة
اما بعد:
لاشك إن مما يدمي الفؤاد ويبكي القلب قبل العين مانراه ومانشاهده من احداث مروعة في تلكم الأرض المباركه ولانستبعد هذا الاعتداء الاثم من تلكم الشرذمة المبيرة ، فإن يهود كانوا ولازالوا هم قتلة الانبياء والابرياء وهم نقاض العهود ، وهنا لايفوتني في مثل هذا الحال المؤلم ان اقف معكم وقفة المتأمل المتألم لحال هذه الامة وواقعها الاليم .
فإن من نظر بعين العاقل المتأمل بعيدا عن العواطف الجياشة
والحماسات الكاذبة الخداعة ، علم ان الخلل منا وفينا معاشر المسلمين فإن تسليط الاعداء هو بلاء يجعله الله في هذه الامة ففي الحديث الصحيح قال عليه السلام :
( اذا تبايعتم العينه واخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع سلط الله عليكم ذل لايرفع عنكم حتى ترجعوا الى دينكم ) … الحديث …
فالذل واقع في هذه الامة وسببه البعد عن دين الله ولذلك قال عليه السلام لايرفع عنكم أي الذل حتى ترجعوا الى دينكم
فمتى رجعت هذه الامة الى دين ربها وسنة نبيها وطريقة سلفها كان لها النصره والتأييد من الله العظيم ومتى تخلفت عن ذلك كان لها من الذل والنكال بقد بعدها عن دين ربها
وما حال اليهود وتسلطهم على المسلمين بل وغيرهم ممن هم على شاكلتهم او اشد منهم الا مصداقا لهذا الحديث الشريف السابق الذكر
الم ترى الى اصحاب محمد صلى الله علية وسلم في غزوة احد لم اصابهم ما اصابهم من قتل وجرح حتى شاع بين الصفوف ان محمد قد قتل وما ذلك كلة : إلا سبب معصية واحد وقعت خطأ وسهو من الرماة الذين نهاهم الرسول عن النزول الى ارض المعركة فكان ماكان من قتل حتى قتل عم النبي حمزة وكسرت رباعية الرسول وغير ذلك من البلاء وكلة بسبب معصية لم تكن عن سبق او قصد فكيف بحالنا اليوم ومحالفة الله ورسوله واقعه من غالب هذه الامة اوليس الله يقول
:(( يا ايها الذين امنوا ان تنصرو الله ينصركم ويثبت اقدامكم)).
ولاشك لا ريب ان نصرة الله لاتكون الا بإقامة شرعة والتمسك بدينه وهدي نبيه والمشي على سيرة اصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجمعين .
نعم متى تخلفت الامة عن امر ربها وهدي نبيها استحقت ماهي فيه من الذل والصغار قال عليه الصلاة والسلام ( وجعل الذل والصغار على من خالف امري )
ولاشك ان مايصيب الامة من رزايا وتسلط الاعداء وبلاياء بين الفينة والفينة هو بلاء من الله حتى ترجع الامة الى رشدها
قال تعالى : {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }
فإني من هذا المنطلق وبهذا الحال المؤلم لايسعني الا ان اقول اللهم سلم سلم اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايرحمنا اللهم كن لاخواننا المسلمين في غزة وفي كل مكان اللهم ورد المسلمين الى دينك وشرعك ووحد كلمتهم على العقيدة والتوحيد
كتبة / عبدالله الخليلي
