رفقــاً بالبلــد
رفقا بالبلد
نظرا لما تمر به البلاد من سجالات سياسية ومناظرات دستورية فانه من حق النائب ان يمارس دوره الرقابى على السلطة التنفيذية ، وقد اعطى الدستور للنائب من الادوات الدستورية والقانونية ، ما يعينه على ممارسة دوره الرقابى بشكل فعال ، ومن بين تلك الادوات " الاستجواب " فهو حق كفله الدستور للنائب ويجب الا يمنع من ممارسة هذا الحق باى حال من الاحوال ، يحوز له وفقا للمادة ( 133 )من لائحة مجلس الامة ان يوجه الى رئيس مجلس الوزراء والى الوزراء استجوابات فى امر من الأمور الداخلة فى اختصاصاتهم .
ولذا فان الاستجواب فهو وسيلة رقابية رادعة ، اذ قد يؤدى الى طرح الثقة بالوزير وبوزارته ، ومن ثم يتعين استخدامه فى حال الاضرار بالمصلحة العامة او المصلحة العليا للوطن ولا يجب ان يكون وسيلة لتصفية الحسابات .
وحيث انه قد طفت على سطح الاحداث فى الفترة الأخيرة ازمة قانونية ودستورية بين السلطتين التشريعة والتنفيذية بسبب الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزارء بسبب دخول رجل دين شيعى ايرانى الى الكويت رغم صدور قرار بمنعه من دخول البلاد ، وقد ادى ذلك الى تازيم العلاقة بين السلطيتن التشريعية والتنفيذية ، وانشغال المجتمع الكويتى وكافة مؤسسات الدولة بهذه الازمة وقد انتهت الازمة بتقديم سمو رئيس الوزراء استقالة حكومته الى سمو امير البلاد وقد ارجأ سموه البت فى تلك الاستقالة ، وفى حال قبولها وتشكيل حكومة جديدة يسقط قانونياالاستجواب آنف البيان .
ونستخلص من الازمة سالفة الذكر بعض الحقائق الهامة :
1)حكمة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد ونفاذ بصيرته ورويته وقدرته على نزع فتيل الازمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ومحاولته – كربان لسفينة الوطن – النجاة من عواصف الاختلافات والتجاذبات السياسية فى وقت تجتاح العالم امواج عاتية من المشاكل الاقتصادية وانهيار مؤسسات مالية عملاقة ، فقد استطاع سموه تهدئة الآزمة واعادة الامور الى نصابها والتوفيق بين السلطتين التشريعة والتنفيذية ، ونسجل هنا فخرنا واعتزازنا بسمو امير البلاد ابا للكويتين وقائدا لمسيرتنا نحو الرقى والازدهار .
2)محاولة البعض افتعال الازمات والانحراف فى الغاية من الادوات الدستورية المكفولة لنواب الامة ، باستخدام تلك الادوات فى مشاكل لا طائل من ورائها ، ولا مصلحة للوطن او الموطن فيها ، خاصة فى ظل ظروف اقتصادية عالمية طاحنة .
لذا نهيب بالسلطتين التشريعية والتنفيذية بذل اقصى جهد ومزيد من التعاون البناء والعمل المخلص من اجل رفعة الكويت وتنفيذا للتوجيهات السامية لأمير قلوبنا ودولتنا الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه .
المحامى / حمود الهاجرى
