فرعون .. صدام .. نائب
فرعون .. صدام .. نائب
بطبيعة الحال البشرية تتقلب مع تقلب الأهواء والشهوات
فمنهم من يحب المال حباً جما ويبيع الغالي والنفيس للحصول عليه ، وكم يتمنى لو أن هناك قانون يسمح ببيع أطفاله لباعهم بدون تردد ولقلب بيته حظيرة تفريخ وجهزها بمكاين التدفئة بكل ركن .
ومنهم من يعشق الشهرة والإشارة إليه بالبنان وتلتفت إليه الأنظار وتدار إليه الرقاب ، ورصيده يشير إلى الإفلاس .
وصنف يعشق النساء نقول له الله حلل لنا أربع يقول : ما يكفي .. أريد جزيرة مليئة بالنساء وأنسى الدنيا ومافيها … لا هواتف ولا مسجات .. ولا خذ ولا هات .
فرعون :
لقد عرف فرعون هذه الأصناف منذ الأزل وعرف كيف يتعامل معها بثلاثة أشياء :
1- العبودية والتعذيب : للطبقة الفقيرة وهي العاملة يسخرها للنهضة وبناء البلد وتعذيب العاصي والرافض لأوامره ومسلوبة منهم جميع الحقوق ، لا.. ويتمنن عليهم إستنشاق الهواء !!.
2- الطبقة الوسط : وتضم أهل العلم والدين وكل نوع ملتزم بحدوده بدون التدخل بالطرف الثاني ومن هنا يأتي التطور والإبداع لأنه كل عضو يندرج تحت هذا الصنف يعرف حدوده ويبدع في مجاله ، ويراضيهم بين فترة وأخرى بالزيارات والهدايا والمديح المبتذل.
3- الطبقة الإمبراطورية : وهي الحاشية والمقربين وهؤلاء لا يستطيع أحد الاقتراب منهم أو التدخل بشؤونهم ومن تسول إليه نفسه بمحاولة الاقتراب سيكون مصيره الموت لا محالة .
ومن هذا المنطلق عرفنا كيفية التعامل الفرعوني وكيف استمرت الحضارة المصرية آلاف السنين .
صدام :
تمكن صدام من دراسة شعب العراق قبل قيامه بالانقلاب على الحكم وعرف نقاط الضعف بإستراتيجية محنكة وهو ذو المستوى التعليمي الضعيف .
وصنفهم إلى صنفين :
1- المغضوب عليهم " المقموع " : ويقوم بتصفيتهم وإعدام من كان له أي سابقة بالتصفيق لمن قبله من الحكام أو لانتمائه لمجموعة أو هيئة أخرى أو يميل ولائه لجهة أخرى ومهما فعلوا لن يغفر لهم ، وهذا الصنف يتم خصم قيمة الرصاصة التي يعدم بها من أهله لانه ليس من الشعب ولهذا ليس من العدل خصمها من المال العام !! الحق ما ينزعل منه .. صح لو مو صح !! .
2- حزب البعث " حبيب قلبي " : هذا الصنف الملائكي المهضوم حقه ! والمظلوم دائماً .. ألا يكفي أن الدنيا عليه والظروف الصعبة التي يعيشها العراق المجيد ؟ نتركهم لمن ؟ … هذا هو الحصن الحصين للعراق وهم من يضحي لأجل العراق والدفاع عنه ، وهم من حرس الحدود وترك أهله وعشيرته وأولاده ! من يضمن عيشهم ويقوم علي رعاية أسرته من بعده ؟ أليس الدولة من تتكفل بالأرامل والأسر المتعففة ؟ هذه هي العراق كما عهدناها وستظل هي بوابة العرب والخليج ومأوى كل ظال ومسكين !! وأستغرب من هالاشاعات اللي طلعوها على العراق يقولون أنه فيه أسرى ! يابا هذولي ضيوف مو أسرى ومن حق الضيافة عند العرب 3 أيام .. مو صح ؟ إحنا بالعراق نخليها 30 سنة حتي ما ينسون ضيافتنا ويظلوا يتكلمون فيها طوول العمر !! .
وبهذه السياسة أستطاع الحكم وتوفير الحماية لشخصه من الانقلابات ومحاولات الاغتيال ، والتلاعب بالألفاظ والكلمات .
نائب :
النواب هذه الأيام عرفوا بعد جهد ومشقة الأنفس وبعد الاستعانة بخبراء علماء النفس والجيولوجيا لدراسة نفس المواطن العربي ودراسة الطبقات المتراكمة منذ الأزل تحت قشرة الرأس المتحجرة وبعد اجتماعهم الأخير رفعوا توصياتهم إلي النائب الموقر هذه التصنيفات :
1- أهل الغناء والتصفيق : هذا الصنف أبتسم أمامه دائما .. مع كلمتين " أبشر … لايهمك … وعد مني " وسوف تضمن ولائهم لسنين عديدة وقد يتوارثها الأبناء من بعدهم وتكون معشوقهم الأول ، وهم أفضل وسيلة إعلامية لك بدون تكاليف .
2- أهل المصالح والنفاق : هذا الصنف لاتعيرهم بالاً لأن ولائهم لغيرك مهما عملت لهم .. ولكن حينما تراهم تذكر دائما هذا " أبتسامتك في وجه أخيك صدقة .. والكلمة الطيبة صدقة " وكثر من القهوة والشاي وخل نارك دايم مشبوبه وكثر من حطب السمر لأنه يجذبهم بجاذبية غريبة لم يستطيع علماء الجاذبية معرفة سببها وما هي العناصر التي تنجذب إلى هذا النوع من الحطب .. وننصح بشدة لو تعطي كل واحد منهم رزمه من السمر كهدية يتذكرك بها حينما يستنشق دخانها المعطر برائحة الصحراء .
3- المثقفين وأهل الشهادات : هذا الصنف ستتعب معه بدون شك … ولكن ننصحك بإلتزام الصمت قدر الإمكان وتجنب الاحتكاك معهم .
ينهض نائبنا من مكانه غضباً .. ويسأل اللجنة الموقرة بعلمائها وخبرائها وفطاحلتها ..
س : ماذا أفعل بالمثقفين وأهل الشهادات العالية ؟ من يرد عليهم .. سوف لن يتركونني بحالي ؟!
يبتسم في وجهة المتحدث باسم اللجنة ويرد بصوت هادئ .. لا تخاف ولا تحزن
هنا يبرز دور مجموعة " أهل الغناء والتصفيق " !!! سيجدونهم في كل مجلس وفي كل أروقة الدولة !!
وبما أننا شعب نعشق الصوت العذب والغناء فلن تجد من يسمع صوتهم لأنه صوت نشاز ولم يعرض علي ملحن محترف .. خبير بالذوق الخليجي وبالأخص البدوي !!.
م. أحمد الجارد المطيري
16 ديسمبر, 2008 في 3:05 م
عز الله هذا نوابنا من الحضر والبدو
بس البدو بزود
عجبني وصفك أهل المصالح والنفاق هاهاهاها عز الله جبتها بالصميم